الحلقة الثالثة من سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه
· موقفه في بيعة الرضوان:
لما
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية[1]
عثمان بن عفان إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء
زائرًا لهذا البيت ومعظَّمًا لحرمته.
فخرج
عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص[2]
حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها، فأخذه وأجاره حتى بلَّغ رسالة رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم. فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، فقال: ما كنت
لأفعل حتى يطوف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. واحتبسته قريش عندها، وأشيع أنه
قد قُتل فقال: "لا نبرح حتى نناجز القوم"[3].
ولما
لم يكن قتل عثمان رضي اللَّه عنه محققاً، بل كان بالإشاعة بايع النبي صلى اللَّه
عليه وسلم عنه على تقدير حياته. وفي ذلك إشارة منه إلى أن عثمان لم يُقتل، وإنما
بايع القوم أخذًا بثأر عثمان جريًا على ظاهر الإشاعة، فوضع النبي عليه الصلاة
والسلام يده اليمنى على يده اليسرى وقال: "اللَّهم هذه عن عثمان". فكأنه
بايع بدلا عن عثمان، ووالله ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف من يد عثمان. وبعد
أن جاء عثمان رضي اللَّه عنه بايع بنفسه.
قال
تعالى يذكر هذه البيعة: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّه عَنِ المُؤْمِنين إذْ يُبَايِعُونَكَ
تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.
· تخلفه عن غزوة بدر:
تزوَّج
عثمان رضي اللَّه عنه رقية بنت رسول اللَّه، عليهما السلام، بعد النبوة، وتوفيت
عنده في أيام غزوة بدر في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وكان تأخره عن
بدر لتمريضها بإذن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فجاء البشير بنصر المؤمنين
يوم دفنوها بالمدينة، وضرب رسول اللَّه لعثمان بسهمه وأجره في بدر، فكان كمن
شهدها، أي أنه معدود من البدريين.
إرسال تعليق