في أحد أيام القرن الثاني عشر، وبينما كان المزارعون
الإنجليز في قرية (وولبت) الإنجليزية، منهمكين في حصاد مزروعاتهم، هبطت على رؤوسهم
فجأة صاعقة..
وتجمد المزارعون واتسعت عيونهم ذهولا وخوفا ورهبة، مع
هبوط الصاعقة..
فلم تكن صاعقة عادية مفاجئة، بل كانت مشهدا لم يره بشري
من قبلهم قط..
فهناك، وعلى بعد أمتار قليلة منهم، خرج من أحد الكهوف
القريبة طفلان.. طفل وطفلة.. يمسك كل منهما كف الآخر، ويبدو عليهما الارتباك
الشديد، ويبكيان في حرقة.
إلى هنا والأمر لا يستحق كل هذا الذهول، فضلا عن وصفه
بالـ"ـصاعقة".
ولكن مهلا..
لقد كان الطفلان أخضري اللون..
نعم، كانت لهما بشرة خضراء، وكانا يرتديان ثيابا من مادة
مجهولة، وكانا مذعورين.
ثم فجأة اندفع المزارعون نحو الطفلين، فأصابهما الذعر، وراحا
يركضا محاولين الفرار، ولكن المزارعين نجحوا في الإمساك بهما، ونقلوهما إلى منزل
القاضي (ريتشارد دي كارني)، الذي حاول عبثا التحدث إليهما، وراح يدعك جلدهما
ويغسله، متصورا أن ذلك اللون الأخضر مجرد صبغة صناعية، إلا أن اللون بقي ثابتا، في
حين لم يقبل الطفلان شيئا مما قُدِّم لهما من طعام، وإنما راحا يقلبانه في أيديهما
في دهشة وحيرة، وكأنما لم يريا مثله قط. وقضيا خمسة أيام في منزل (دي كارني) دون
طعام، حتى كشف أحد المزارعين أنها يُقبِلان على حبوب الفول الأخضر في شراهة، أو
الفاصولياء الخضراء في رواية أخرى.
ثم ما لبث الطفل أن مات، وجرى دفنه في مقابر القرية،
وبقيت الطفلة لتكبر، وعملت خادمة في منزل (دي كارني). وعلى الرغم من تعلمها للغة
الإنجليزية بمرور الوقت، إلا أنها لم تنجح قط في شرح حقيقة أمرها وأمر شقيقها، ولا
كيفية وصولهما إلى الأرض. كل ما قالته إنهما كانا في عالم يختلف، ثم حدثت ضجة،
فوجدا نفسيهما في عالمنا.
وفحص المسئولون ذلك الكهف الذي خرج منه الطفلان، ولكنهم
لم يجدوا ثغرة واحدة فيه، وسجلوا كل هذا في وثائق وسجلات رسمية، لا تزال موجودة
حتى هذه اللحظة، ولكن وفاة الطفلة الخضراء (التي راح لونها يبهت نوعا ما) بعد خمس
سنوات أغلقت باب البحث تقريبا، وفتحت باب الخيال والنظريات..
فالبعض قال إن الطفلين جاءا من بُعد آخر، أو كوكب آخر..
وقال بعض آخر إنهما من عالم الجن، أو من المريخ...
وآخرون طعنوا في صحة القصة من أساسها، رغم ثبوتها.
إلى آخر كل هذه التخمينات التي لا تستند على دليل أو
حقيقة علمية.
الحقيقة الوحيدة الثابتة، أن هذين الطفلين كانا ظاهرة
غريبة وغير مفسرة..
واحدة من عشرات الوقائع الثابتة في المصادر الموثوقة..
الخوارق للطبيعة.
إرسال تعليق