الحلقة الخامسة والأخيرة من سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه

·    خلافته رضي الله عنه (سنة 24 هـ/ 644 م):

كانت مبايعة عثمان يوم الاثنين في آخر ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 23 هـ، واستقبل الخلافة في المحرم سنة 24 هـ. ولي عثمان الخلافة وعمره 70 عامًا هجريًا.

وكانت أول خطبة قالها: "إنكم في دار قلعة[1] وفي بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون، عليه فلقد أتيتم صُبّحتهم أو مُسيّتم. ألا وإن الدنيا طويت على الغرور {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}. اعتبروا بمن مضى، ثم جدّوا ولا تغفلوا، فإنه لا يُغفل عنكم. أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلًا؟ ألم تلفظهم؟ ارموا بالدنيا حيث رمى اللَّه بها، واطلبوا الآخرة فإن اللَّه قد ضرب لها مثلًا والذي هو خير، فقال: {وَاضْرِبْ لَهمُ مَثَلَ اَلحْيَاةِ الدُنْيَا كَمَاء أنْزَلنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ تَذْرُوْهُ الرَّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}".

وهذه خطبة -كما يراها القارئ- في الزهد واحتقار الدنيا وعدم الركون إليها.

·    الفتوحات في عهده:

لم تتوقف الفتوحات على عهده رضي الله عنه. فلقد هاجت بعد البلاد الواقعة على أطراف الحكم الإسلامي حينئذ ضد الحكم الإسلامي، فقامت الجيوش الإسلامية بتطويعها ثانية إلى الحكم الإسلامي، ومن ذلك:

همذان، وأذربيجان، والري، واصطخر، وطبرستان، وجرجان، وخراسان، وكرمان، حتى مدينة الإسكندرية المصرية، أعادها الجيش الإسلامي بعد أن أغار عليها البيزنطيون.

أما عن البلاد الجديدة التي انضمت إلى حصون الإسلام، فهي:

-       أرمينية.

-       طرابلس الشام.

-       جزيرة قبرص.

-       الجزر البحرية على جزر البحر المتوسط، مثل: أرواد وكوس ورودس.

-       غزو إفريقية.

-       غزو النوبة.

وقد اتسعت في عهده رقعة الدولة الإسلامية، ودخل الناس في دين الله أفواجا.

·    قتله:

قُتِل رضي الله عنه يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 من الهجرة (يونيو سنة 656 م) بعد العصر، وكان يومئذٍ صائمًا. قال ابن إسحاق: قتل عثمان على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً، واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.

فرضي الله عنه وجمعنا به في الفردوس الأعلى، اللهم آمين.





[1] أي ستقلعون عنها: ستتركونها

0/أضف تعليق