أشهر جاسوس بريطاني في الاتحاد السوفيتي- سومرست موم

فجأة اندلعت الثورة الروسية..



وكلمة "فجأة" هنا ليست وسيلة لجذب انتباهك أيها القارئ، وإنما كانت صاعقة عنيفة هوت على رءوس الجميع، في الوقت الذي تخبط فيه العالم كله في غمار الحرب العالمية الأولى، واشتبك فيه الحلفاء: إنجلترا وفرنسا وروسيا وبلجيكا وصربيا والجبل الأسود واليابان، في نضال وقتال عنيفين شرسين ضد قوات الحلف الثلاثي: ألماني والنمسا والمجر، وإلى جواره الإمبراطورية العثمانية.

ولم يكن مبعث توتر الجميع هو ذلك الانقلاب العنيف في النظام الاجتماعي الروسي، أو تلك الصراعات القوية بين اتجاهاته المختلفة، أو حتى ما أصاب القيصر وأسرته..

فكل هذا لم يكن يعني أحدا في ذلك الحين، خاصة وأن البلاشفة[1] لم يكونوا قد تولوا السلطة فعليا، ولم تكن الشيوعية قد أبرزت أنيابها بعد..

ولكن الخطر الحقيقي كان يكمن في تلك الدعوة التي ترددت بشدة في الشارع الروسي، كنتيجة مباشرة للثورة..

دعوة "السلام والخبز".

فالروس، الذين قاموا بالثورة وأيدوها، وعانوا طويلا من شظف العيش ونقص الغذاء والضروريات، كانوا يكرهون الحرب التي تستنفد المزيد من الرجال والدماء والطعام والموارد، وكانوا ينادون بعقد صلح منفرد مع ألمانيا، حتى يعود السلام ويتوافر الخبز!!

وبالنسبة لباقي الحلفاء كانت هذه مصيبة..

بل كارثة..

فعقد صلح منفرد بين روسيا وألمانيا كان يعني أن تسحب الأخيرة أكثر من مليون جندي من الجبهة الروسية، وتلقي بهم في أوروبا، في وقت بلغ الموقف فيه أشد أوقاته حرجا..

وبسرعة وتوتر بالغين، راحت المخابرات البريطانية تدرس الموقف، الذي بدا لها دقيقا ومظلما للغاية.. فالقوات البريطانية والفرنسية مستنزفة إلى أقصى حد، والأمريكيون لن يمكنهم أبدا عبور المحيط والوصول في الوقت المناسب، وهذا يعني أن القوات الألمانية، التي ستتحول من الشرق إلى الغرب عند إيقاف القتال في الجبهة الروسية، ستكفي لتحطيم ما تبقى من قدرات الحلفاء ورفع علم ألمانيا على نصف أوروبا على الأقل.

وعلى الرغم من أن رئيس وزراء الحكومة الروسية الجديدة، ووزير الحربية السابق (ألكسندر كيرينسكي)، قد أعلن اعتزام حكومته المضي في الحرب ضد ألمانيا على نحو واضح وصريح، إلا أن حكومته كانت تواجه ضغوطا عنيفة من البلاشفة، ومن دعوتهم الخاصة بإحلال "السلام والخبز" محل الحرب والقتال، والتي لقيت صدى شعبيا هائلا، مما يوحي بأن قضية مواصلة الحرب هي قضية خاسرة، إنْ آجلا أو عاجلا..

أضف إلى هذا أن ألمانيا لم تقف مكتوفة اليدين..

لقد أطلقت أبواق دعايتها بكل قوتها، والألمان موهوبون في هذا المضمار، وراحت تعمق الفكرة في وجدان الشعب والجيش، حتى إن بعض الجنود الذين يرفضون فكرة الحرب منذ البداية، بدءوا بالفعل في التخلي عن وحداتهم والعودة إلى منازلهم، تحت شعار أن الشعب الروسي لا مصلحة له في حرب أوروبية، تستنزف موارده وتقضي على أحلامه وطموحاته في مهدها..

وسرعان ما امتد التمرد إلى فرق عسكرية بأكملها، وصار الموقف كله ينذر بانهيار الجبهة الشرقية كلها من الداخل..

وكان لابد من اتخاذ خطوة حاسمة لدراسة الموقف عن قرب وتحديد ما ينبغي عمله، لمنع الكارثة الوشيكة.

وفي القسم (إم 11 س) في المخابرات البريطانية، والذي سُمي فيما بعد بقسم (إم آي-6(، راح (ويليام وايزمان)، مدير المشتروات البريطانية الخارجية من الناحية الظاهرية، ورئيس إدارة الاستخبارات البريطانية من الناحية الفعلية، يدرس الأمر بمنتهى الدقة والاهتمام، كعادة البريطانيين، وراح يراجع عشرات الملفات، ويجري عشرات الاتصالات مع المؤسسة الأمريكية، وبخاصة البيت الأبيض، عن طريق صديقه (إدوارد هاوس)، مستشار الرئيس الأمريكي (وودرو ويلسون).

ثم خرج باقتراح خطير للغاية..

لابد من إرسال جاسوس خاص جدا إلى بيتروجراد (سانت بطرسبرج سابقا[2]) لدراسة الموقف وتحديد ما ينبغي فعله.

ومن وجهة نظر وايزمان، كان لابد أن يتميز ذلك الجاسوس بنظرة ثاقبة وقدرة على استيعاب الأمور وفهم الأحداث وتحليلها وتقييم الموقف على نحو شامل دقيق، وأن يتمتع بشخصية خاصة وغطاء قوي يبعد عنه الشبهات تماما..

ومن هذا المنطلق وقع اختياره على آخر شخص يمكن تصوره..

على (سومرست موم).

وفي ذلك الحين كان (موم) كاتبا شهيرا محبوبا، تُتَرجم كتاباته إلى عدة لغات أوروبية، ويقيم بصفة دائمة في سويسرا، وله اتصالات قوية مع عشرات المؤسسات والجمعيات هناك..

والواقع أن اختيار موم للمهمة لم يكن مجرد فكرة مجنونة، كما قد يبدو للوهلة الأولى..

فمنذ عام 1915م انتبهت المخابرات البريطانية إلى شهرة موم واتصالاته، وأدركت أنه من الضروري أن يقوم شخص بتقديم خدمة لبلاده من موقع هذا..

وفي نهاية العام نفسه، التقى أحد رجال المخابرات البريطانية بالكتاب الشهير، وعرض عليه الأمر..

ولدهشته، وعكس توقعات الجميع، رحب (موم) بالفكرة بشدة، وأبدى استعداده التام للتعاون وللقيام بكل ما تكلفه إياه بريطانيا، بمراقبة العملاء الألمان وجواسيسهم هناك..

وفي عام 1916م، سافر (ويليام وايزمان) إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحجة عمله كرئيس للمشتريات، ولكن مهمته الحقيقية كانت إدارة عمليات المخابرات هناك، وشن حملة دعائية ضخمة، والقيام بنشاطات مكافحة الجاسوسية، حيث لم يكن جهاز المخابرات الأمريكية قد تكوّن بعد.

ومن موقعه في الولايات المتحدة، استطاع (وايزمان) أن يرتبط بصداقات قوية مع عدد من رجال ومستشاري الرئيس الأمريكي، بحيث أصبحت المخابرات البريطانية هي التي تدير فعليا سياسة الرئيس (ويلسون).

ومن موقعه أيضا درس الموقف الروسي..

واختار (موم).

وعلى الرغم من إدراكه لمدى عنف وصعوبة وخطورة الأمر، قَبِل (موم) المهمة، وأعد حقيبة ملابسة الضخمة -كالمعتاد- وشد الرحال إلى بيتروجراد.

ومنذ اللحظة الأولى لوصوله أدرك (موم) أن المكان يختلف تمام الاختلاف عن مناخ سويسرا الذي اعتاده وعاش فيه طويلا..

بل لقد كان النقيض له تماما..

في كل شيء..

ففي تلك الفترة، كانت بيتروجراد أشبه بمستودع ضخم للقمامة، يزخر بآلاف المجانين السياسين، ومثلهم من الغاضبين والثائرين..

وكان (موم) يتناقض تماما مع كل هذا؛ بزيه الأنيق المصنوع من الصوف، في جو أغسطس/آب، وحذائه اللامع، وعصاته ذات الرأس المصنوع من العاج...

وكان الطبيعي أن يجذب انتباه الجميع..

وشكوكهم أيضا..

خاصة وأن تبريره الوحيد الذي قدمه للجميع عن سبب تركه لهدوء سويسرا وإقحام نفسه في جحيم بيتروجراد في ظل هذه الظروف، هو أنه "ككاتب" يحتاج إلى التواجد في هذا المناخ؛ لتنضج داخله فكرة روايته الجديدة..

وبالنسبة لشعب جاف خشن يخوض ويلات عنيفة، مثل الشعب الروسي، كان هذا التبرير يبدو سخيفا إلى حد كبير..

وكان من الطبيعي، والحال هكذا، أن تحيط الشكوك بالكاتب بشدة.

ولكن (موم) كان أبعد ما يكون عن الشكل التقليدي أو المتصور للجاسوس، في تلك الآونة.. فبالإضافة إلى مظهره الملفت للانتباه والمثير للدهشة والاستفزاز، على عكس ما يميل الجواسيس في المعتاد، كان (موم) ضعيف البنية، خافت الصوت، كثير السعال، بسبب إصابته بسل رئوي قديم...

ثم إنه كان، وهذا هو الأكثر خطورة، شاذا على نحو علني، لا ولم يحاول قط إخفاءه، وهو يتطلع إلى جتود البحرية الثوريين في شغف مفضوح.

وبناء على هذا، لم يتم اعتقال (موم).

بل وسرعان ما تناسى الجميع أمره وتجاهلوا وجوده، كأنهم يردون إليه الصفعة الاستفزازية ذاتها.

وكان هذا أفضل ما يتمناه الكاتب، الذي راح يدرس الأمر ويجمع المعلومات، ويسعى لتحليلها وتفنيدها، ثم يرسل كل ما لديه إلى (وايزمان).

وأول ما أدركه (موم)، هو أنه قد وصل متأخرا للغاية؛ فالدعاية الألمانية قد نجحت في غرس نفسها في أعمق أعماق المجتمع الروسي، بحيث صار الجميع ساخطين على الحرب، رافضين للاستمرار فيها، مطالبين بعقد صلح منفرد مع الألمان؛ لتوفير الطعام والمؤن.

وفي الوقت ذاته كانت ألمانيا تعد لإعادة (لينين)[3] وباقي زعماء البلاشفة إلى موسكو، في عملية عرفت باسم "القطار الحديدي".

وكانت حكومة (كيرينسكي) تترنح على نحو واضح، وتلهث بأنفاسها الأخيرة، في محاولة منها للسيطرة على الموقف، أو استعادة قبضتها عليه.

وهكذا جاءت التقارير الأولية للكاتب الجاسوس مخيبة للآمال على نحو لم يسبق له مثيل، وأصابت البريطانيين والأمريكيين بحالة من الإحباط والقلق، كما لو أنهم قد خسروا الحرب بالفعل.

وراح الجميع يعيدون دراسة الموقف مرة أخرى، من وجهة نظر (موم)، التي حملها التقرير التالي..

فبعد ما رآه موم هناك في بيتروجراد، كان يرى أن الحل الوحيد لتفادي ما حدث، بعد الدعاية الألمانية الهائلة، هو إغراق حكومة (كيرنيسكي) الثورية المؤقتة بأطنان من الأموال، تكفي لتوفير الطعام للشعب الروسي، حتى تخمد الأبواق الدعائية المستندة إلى جوعه ولا تجد صدى لديه..

هذا لأن الشعوب كالجيوش، تسير دوما على بطنها[4].

أما الحل البديل -من وجهة نظر (موم)- لضمان استمرار روسيا في القتال، فلم يكن سوى التدخل العسكري المباشر فيها!

وكانت فكرة أكثر جنونا.

ولا أحد يدري ما إذا كانت فكرة (موم) الأولى قابلة للتنفيذ أم لا. فقد راح (وايزمان) يدرسها بنفس الدقة والإحكام..

والبطء أيضا.

وقبل أن يتخذ مع الأمريكيين قرارا حاسما بشأنها، كانت الأمور قد أفلتت من قبضتهم بالفعل..

لقد نجح الألمان في عملية "القطار الحديدي"، ووصل (لينين) وباقي زعماء البلاشفة إلى موسكو، رافعين أيديهم بعلامات النصر للشعب، الذي استقبلهم بلهفة لا مثيل لها وحماسة منقطعة النظير.

وجرت الأحداث بسرعة لم يتوقعها أحد قط..

وبقفزة مدهشة، اعتلى البلاشفة مقاعد السلطة..

وانهارت حكومة (كيرينسكي) الثورية المؤقتة.

بل إن هذا الأخير فر من البلاد كلها، ولم يتوقف إلا ليلتقط أنفاسه في المنفى، الذي قضى فيه ما تبقى من العمر.

وسقطت قلوب الحلفاء بين أقدامهم..

ومنذ اللحظة الأولى للحكومة البلشيفية الجديدة، تم إعلان الرفض التام والكامل للحرب، والرغبة الصادقة في السلام وفي توقيع صلح منفرد مع ألمانيا..

وهذا ما قد كان..

وهنا.. هنا فقط، أدرك (موم) أن موقفه شديد الحساسية والخطورة، وطالب البريطيانيين بضرورة العمل على أخراجه من ذلك الفخ وإعادته إلى سويسرا بأية وسيلة كانت.

ولم يتخل البريطانيون عن رجلهم.. لقد أرسلوا مدمرة بريطانية كاملة من أجله.

وكان على الكاتب الكبير الشهير أن يلعب، ولأول مرة في حياته، دور الجاسوس بحق..

فقد اضطر للتسلل إلى الساحل، والفرار بزورق صغير، تعطل قبل أن يبلغ المدمرة، مما أجبره على السباحة في المياه الباردة حتى نقطة الالتقاء.

ولقد كان لتلك المغامرة المحدودة تأثيرها البالغ عليه..

فلقد تدهورت صحته أكثر وأكثر، حتى إنه بلغ سويسرا في هيئة أشبه بالهيكل العظمي، وبشحوب فاق شحوب الموتى.

وفي الوقت الذي أصبح فيه (سومرست موم) نزيلا في واحدة من أشهر المصحات السويسرية، كان (وايزمان) قد أقنع الرئيس الأمريكي (ويلسون) بالقيام بأكبر حماقة سياسية عسكرية في التاريخ!

فقد أقنعه بشن حملة عسكرية على حكومة روسيا البلشيفية؛ لإجبارها على الاستمرار في حربها ضد الألمان!!

والعجيب أن (ويلسون) قد فعلها، على الرغم من كثرة معاونيه ومستشاريه..

وقام بالحملة العسكرية.

ولكن حتى هذا لم يُتكب له النجاح.

فلقد انتهت الحرب بهزيمة ألمانيا، وانهيار الإمبراطورية العثمانية. ثم اندلعت بعدها الحرب الأهلية في روسيا، فوقّع الرئيس (ويلسون) مجموعة من القرارات، تصور لحظتها أنها قادرة على تغيير وجه التاريخ:

·          إنزال قوات الحلفاء في روسيا، يدعمهم 13 ألف جندي أمريكي.

·          القيام بعدد من العمليات السرية لتحطيم النظام البلشفي في مهده.

·          دعم الجبهة المعادية للبلاشفة علانية.

وكانت كارثة وفضيحة لم ينسها التاريخ قط.

ولكن من المؤكد أن ما أراده (ويلسون)، ومن خلفه (وايزمان)، قد حدث.

فتلك الحماقة غيرت بالفعل وجه التاريخ، بما صنعته من عداء قوي ودائم بين النظام البلشفي، وبين كل الأنظمة التي عادته، وعلى رأسها النظام الرأسمالي الأمريكي.

والله سبحانه وتعالى يعلم ماذا كان يمكن أن يحدث، لو لم يستقبل الحلفاء ذلك النظام البلشفي بتلك الروح العدائية القتالية منذ لحظته الأولى!

أما (موم) فقد تعافى بعد فترة من الوقت، وصار كل همه هو أن يثبت لجهاز المخابرات البريطاني، وبالذات لرئيسه (ويليام وايزمان)، أنه كان جاسوسا مخلصا، وأن كل تقاريره كانت حقيقية وواقعية تماما.

ولم يعلق أحد على هذا، أو حتى يبالي به.

فمن وجهة نظرهم جميعا كان (موم) عميلا مستهلكا من الناحية الصحية والنفسية، حتى إن أحدا لن يفكر في إسناد مهمة جديدة إليه.

ولكن (موم) نفسه لم يدرك هذا إلا في أوائل الخمسينيات، وعندئذ اتخذ قرارا تمرديا، شأن أي كاتب، وأصدر كتابه الشهير (كنتُ جاسوسا).

وكان الكتاب -آنذاك- قنبلة في الأوساط الأدبية والسياسية معا؛ فلم يكن أحد يتصور أن يكون الكاتب الشهير عميلا للمخابرات البريطانية على هذا النحو.

ومن المؤكد أن الروس قد عضوا بنان الندم؛ لأنهم تركوه يجول في بلادهم ويحصل على معلومات بهذه البساطة، وتمنوا لو أنهم سحقوا أناقته المفرطة وعينيه الثاقبتين في حينه.

ولم تعلق المخابرات البريطانية على كتاب (موم)..

وتجاهلته السلطات الأمريكية تماما.

أما الروس فقد أنكروا أن يكون (موم) قد دخل إلى بلادهم في أي زمن مضى.

وعلى الرغم من كل هذا، فقد حطم كتاب موم كل أرقام المبيعات القياسية، واحتل مكانه على رأس قائمة أكثر الكتب مبيعا، لعام كام، حتى إن الزهو والغرور قد أصابا الكاتب بشدة، وبدأت كتاباته تتخذ منحنى آخر..

واتجاها عجيبا..

فلقد اتجه بغتة إلى (أدب الفجور) -إن صحت التسمية- على نحو صدم مشاعر المجتمع الأوروبي والعالمي كله، وأثار غضبا واشمئزازا لا مثيل لهما، حتى إن البعض قد أسقط كل أعماله وكتاباته السابقة، ولم يعد يعترف سوى بأنه كان يوما أديبا جاسوسا..

جاسوس قلم.

بقلم د/ نبيل فاروق



[1] البلاشفة أو البلشفيك تعني الكثرة أو الأكثرية، وقد أطلقت جماعة الجناح اليساري من أنصار لينين، في حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي هذا التعبير على نفسها عام 1903. وكانوا يشكلون الأكثرية في الحزب، بينما سمي البقية بالمونشفيك (أي الأقلية)، وكانت الأكثرية تسعى للحل الثوري بينما الأقلية تسعى للتغيير السلمي. إلى جانب هذا كون البلاشفة جيش يسمى بالجيش الأحمر الذي خاض حروب أهلية مع الجيش الأبيض وهذا الأخير الذي كان مدعم من الغرب (بريطانيا - فرنسا) وكانت الغلبة للبلاشفة حينها سيطر على الحكم في روسيا في ظل الحكم الاشتراكي وقد ظلت تلك الجماعة تعرف بهذا الاسم حتى بعد نجاح ثورة أكتوبر عام 1917 التي عرفت باسم الثورة البلشفية.

[2] احتفظت بهذا الاسم (بيتوجراد) لعشر سنين تقريبا فقط، من 1914 حتى 1924م.

[3] فلاديمير ألييتش أوليانوف (22 أبريل 1870- 21 يناير 1924)، أول رئيس للاتحاد السوڤييتى بعد الثورة البلشيڤيه التى قادها سنة 1917. كان ثوريا روسيا ماركسيا وقائد الحزب البلشفي والثورة البلشفية، كما أسس المذهب اللينيني السياسي رافعاً شعاره الأرض والخبز والسلام.

[4] صاحب المقولة هو المؤرخ العسكري والاستراتيجي الألماني كارل فون كلاوزفيتس، في كتابه "عن الحرب". والمقصود أن حاجتها للغذاء مقدمة.

0/أضف تعليق